يُعاني العديد من النّاس من توزيع غير متناسق للدهون في الجسم، إذ قد تتراكم الدهون في بعض المناطق كالأرداف، وفي المقابل فإنّ مناطق أخرى تكون بحاجة لها للحصول على مظهر أكثر جمالية؛ كالثدي أو الوجه، لذا يلجأ البعض للخضوع لعملية نقل الدهون الذاتية، فما هي هذه العملية؟ وما هي سلبياتها وإيجابياتها؟ هل تعتبر آمنة؟[١]
ما هي عملية نقل الدهون الذاتية؟
عملية نقل الدهون الذاتية (Surgical fat transfer) هي إجراء جراحي يتم من خلاله سحب جزء من الدهون المتراكمة في مناطق معينة، ومن ثم تتم معالجتها وإعادة حقنها في مناطق أخرى مراد تحسينها، وتسمّى هذه العملية كذلك ب"تشكيل الدهون"، أو "الطُعم الدُهنيّ"، والهدف من إجراء هذا النوع من العمليات هو تحسين مظهر بعض المناطق من خلال زيادة حجمها.[٢][٣]
ما هي المناطق التي من الممكن تحسينها بواسطة حقن الدهون الذاتية؟
يعتبر من الشائع استخدام إجراء نقل الدهون إلى الوجه وذلك بهدف ملئ الانتفاخات تحت العين، أو بهدف نفخ الخدين أو الذقن، أو تصحيح مناطق الوجه الغائرة أو التي تظهر عليها علامات التقدم في العُمر، إّلا أنّ هناك أجزاء أخرى يمكن تحسينها وتطبيق هذا الإجراء عليها، ومنها ما يأتي:[٤]
- الصدر.
- الأرداف.
- الأيدي.
- الشفاه.
من هم الأشخاص الذين يمكن لهم إجراء عملية نقل الدهون الذاتية؟
لا تعتبر عملية نقل الدهون الذاتية إحدى طُرق علاج السمنة، لذا فإنّ الأشخاص المؤهلين لإجراء هذا النوع من العمليات هم الذين يتمتعون بصحة جيدة، ويتبعون نمطًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا، إلى جانب ممارستهم الرياضة باستمرار،[٤] بالإضافة لما يلي:[٥][٣]
- وزن ثابت ومتوازن.
- وجود الاستعداد النفسي والإيجابي لإجراء هذه الجراحة، وامتلاك توقعات واقعية لما يمكن أن يتحقق من خلال هذه العملية.
- وجود مشكلة في توزيع الدهون في الجسم، بحيث يكون هناك مناطق تفتقد للحجم نتيجة افتقارها للدهون؛ كالثديين، أو الأرداف، أو الخدين، وذلك نتيجة فقدان للوزن، أو إجراء جراحة سابقة، أو التعرَّض لحادثٍ ما.
- غير مدخن، أو متوقف عن التدخين.
- امتلاك بشرة صحية؛ وهذا يعني أنّ البالغين ذوي الأعمار الصغيرة يحققون غالبًا نتائج أفضل مقارنة بالأشخاص الأكبر سنًا، وذلك لكون بشرتهم أكثر صحّة مقابل البشرة الأقل مرونة عند كبار السن.
ما هي فوائد إجراء عملية نقل الدهون؟
يوجد بعض الفوائد لإجراء عملية نقل الدهون والتي تتمثل بما يلي:[٥]
- التخلص من تشوهات الجلد: إذ تسُاعد على معالجة تشوهات الجلد من خلال إجراء ما يُعرف بترقيع الدهون، على سبيل المثال: مشكلة ضمور نصف الوجه، أو حالة تصلب الجلد المتمثلة بظهور مناطق صلبة وسميكة من الجلد.
- نحت الجسم: إذ يُمكن الحصول على جسم أكثر تناسقًا من خلال إبراز أو استعادة المظاهر الأنثوية فيه.
- تحسين مظهر الندبات: قد يساعد نقل الدهون الذاتية إلى إصلاح الجلد المتضرر الناجم عن حب الشباب، وذلك من خلال حقن الدهون وملئ أي فراغ أو انخفاضات في الجلد سواء ناتجة عن شفط الدهون أو إجراء جراحة لعلاج السرطان.
ما هي إيجابيات وسلبيات عملية نقل الدهون الذاتية؟
تجدر الإشارة إلى أن عملية نقل الدهون الذاتية لها العديد من الإيجابيات والسلبيات، ومنها ما يلي:[٦]
الإيجابيات
تتضمن إيجابيات عملية نقل الدهون الذاتية ما يلي:[٦]
- نتائج طويلة الأمد وطبيعية.
- تجديد البشرة وإعادة الحيوية للوجه.
- الاستغناء عن الحاجة لاستخدام الحشوات الجلدية، والتي من الممكن أن تتسبب بالحساسية نتيجة وضع مواد غريبة في الجسم.
السلبيات
فيما يأتي بعض السلبيات لعملية نقل الدهون الذاتية:[٦]
- الحاجة لتحضير الأنسجة الدهنية قبل إجراء العملية والتي تحتاج وقتًا طويلاً عند مقارنتها بالحشوات الجلدية المعدّة من قبل.
- ذو تكلفة مرتفعة عند مقارنته بالحشو الجلدي.
- الحاجة لإجراء أكثر من جلسة لتكبير الثدي أو الأرداف للوصول إلى النتيجة المطلوبة.
ما هي التحضيرات السابقة لإجراء العملية؟
سيقوم الطبيب بإخبار المريض قبل إجراء العملية ببعض الإجراءات، والتي تشمل ما يأتي:[٤][١]
- الامتناع عن التدخين قبل إجراء العملية ب6 أسابيع على الأقل، وذلك تفاديًا لظهور نُدب، وحتى لا يؤثر التدخين في سرعة التئام جرح العملية.
- ترطيب الجسم سواء قبل العملية أو بعدها.
- تجنب تناول الأسبرين والأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، على سبيل المثال: الآيبوبروفين (Ibuprofen)، والمعروف تجاريًّا بأدفيل (®Advil)، والنابروكسين (Naproxen)، والمعروف تجاريًّا بأليف (®Aleve)، كما يجب تجنب الفيتامينات أو المعالجة المثلية (Homeopathy)، والتي من الممكن أن تضاعف النزيف.
- الاستعداد للعملية من خلال الاتفاق مع الشخص الذي سيأخذ المريض للمنزل بعد إجراء العملية والبقاء مع المريض لمدة يوم واحد على الأقل بعد الخضوع للعملية.
كيف تتم عملية نقل الدهون الذاتية؟
تحتاج عملية نقل الدهون الذاتية لمدة تتراوح ما بين الساعة إلى 4 ساعات، وهذه المدة تعتمد على مدة تعقيد الإجراءـ وما إذ كان هناك حاجة لإجراء إضافي خلال العملية، وتتضمن خطوات العملية على ما يلي:[٧]
- الخضوع للتخدير: من خلال التخدير الموضعي، أو العام.
- تجميع الدهون مع شفط الدهون: بدايةً يقوم الطبي بإزالة الدهون الزائدة من مناطق الجسم بما في ذلك الفكين، والظهر، والبطن، والفخذين، والأرداف، وتجميعها، ومن ثم يتم شفط الدهون عن طريق إزالة الدهون الزائدة جراحيًا بجهاز شفط، مما يؤدي إلى تحسين مظهر المنطقة بالشكل المطلوب.
- نقل الدهون للمنطقة الأخرى: وذلك من خلال حقن الخلايا الدهنية ببطء في مناطق متعددة، حتى يتم الوصول إلى الشكل المطلوب والحصول على جسم أكثر تناسقًا.
- الإغلاق: يمكن إغلاق الشقوق بالخيوط الجراحية أو قد يتم تركها مفتوحة، وبعد ذلك يتم وضع ضمادات ماصّة لحماية مواقع الشقوق أثناء التعافي.
كيف يكون التعافي بعد العملية؟
في الواقع تعتمد مدة العودة لممارسة الأنشطة اليومية على حجم الدهون التي تم نقلها، وعادةً ما تتراوح هذه المدة ما بين يومين إلى 14 يوماً، وينبغي تجنب ممارسة الأنشطة القوية لمدة تتراوح بين أسبوع إلى 3 أسابيع، أما بالنسبة للكدمات المرئية فقد تستغرق مدة تتراوح بين 7 إلى 10 أيام حتى تختفي تماماً، بينما قد يستمر الانتفاخ لفترةٍ تتراوح بين يومين إلى 6 أسابيع، وذلك وفقًا لحجم المنطقة التي خضعت للجراحة، ومكان المنطقة.[٨]
ما هي النصائح التي يجب فعلها بعد عملية نقل الدهون الذاتية؟
يوجد بعض النصائح التي يجب على المريض الالتزام بها بعد إجراء عملية نقل الدهون الذاتية، ومنها ما يلي:[٩]
- الالتزام بالجرعة الموصوفة من قبل الطبيب بشأن تناول المضادات الحيوية ومسكنات الألم.
- تجنب تناول الأسبرين بأنواعه أو المركبات المضادة للالتهابات لمدة أسبوعين بعد إجراء الجراحة دون استشارة الطبيب المشرف على الحالة.
- إبقاء الرأس مرفوع أثناء النوم لمدة شهر على الأقل بعد إجراء الجراحة.
- إزالة الضمادة الماصة بعد اليوم الرابع من الجراحة، والحرص على تنظيف شق السرة، ويمكن الاستحمام بعد إزالة الضمادة.
- عدم القلق بشأن خروج إفرازات طفيفة من الشقوق الصغيرة في السرة بعد إجراء الجراحة.
ما هي الأعراض الجانبية لعملية نقل الدهون الذاتية؟
قد تظهر بعض الأعراض الجانبية الشائعة بعد إجراء عملية نقل الدهون، والتي نذكر منها ما يلي:[٢]
- ظهور كدمات، وانتفاخ قد يكون ملحوظاً.
- فقدان بعض الدهون في المنطقة التي تم نقل الدهون إليها في الأشهر القليلة الأولى من إجراء العملية.
- ظهور بعض الندبات الصغيرة والتي غالبًا ما ستخف تدريجيًا، إلّا أنها قد لا تختفي نهائيًا.
- الشعور بخدران مؤقت.
هل عملية نقل الدهون الذاتية خطيرة؟
الإجابة لا، إذ لا تعتبر عملية نقل الدهون الذاتية من العمليات الخطيرة بل تعتبر إجمالاً آمنة، وعلى الرغم من ذلك فقد تسبب ببعض المشاكل التالية:[٢]
- موت الأنسجة الدهنية.
- تجمع الدم تحت الجلد.
- تسرب الهواء في الفراغ بين الرئة وجدار الصدر.
- انسداد الأوعية الدموية.
- ظهور ندوب واضحة وعميقة.
هل نتائج عملية نقل الدهون دائمة؟
الإجابة نعم بشكلٍ عام، وذلك لكون الدهون التي يتم نقلها من منطقة لأخرى هي دهون الشخص نفسه، إلّا أنّ هذا قد يختلف من مريض لآخر، فقد يُعاني البعض من فقدان للدهون مع الوقت في بعض المناطق التي تم حقنها بالدهون خلال العملية.[٨]
المراجع
- ^ أ ب "Fat Transfer", smart beauty guide, Retrieved 21/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Surgical fat transfer", NHS, Retrieved 21/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "Fat grafting history and applications", plastic surgery, Retrieved 21/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "WHAT HAPPENS IN A FAT TRANSFER?", northstate plastic surgery, Retrieved 21/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "FAT TRANSFER TO BODY", cadogan clinic , Retrieved 21/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "FACTS ABOUT FAT TRANSFER PROCEDURES FOR FACE AND BODY", sieber plastic surgery, Retrieved 21/9/2021. Edited.
- ↑ "FAT TRANSFER", smith plastic surgery, Retrieved 22/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "FAT TRANSFER", westcounty plasticsurgeons, Retrieved 22/9/2021. Edited.
- ↑ "After Fat Grafting", drducic, Retrieved 22/9/2021. Edited.